زيمبابوي وفن النحت









تعني كلمة زيمبابوي البيت الحجري ًالكبير، وفعلا فإن زيمبابوي بلد النحت بالحجر   كما انها تعتبر إحدى أغنى بلدان العالم في الموارد المعدنية والصخور الرسوبية وبفضل التنوع في الحجر المتوفر في البيئة ومهارة النحاتين تمكنوا من المشاركة في أكبر المسابقات والمعارض العالمية المهمة في مجال النحت.
 تشتهر زيمبابوي بالعديد من الفنون التقليدية مثل صناعة الفخار والسلال والمنسوجات والمجوهرات والنحت وتتميز تلك المصنوعات بشكلها المتناسق وجودة صناعتها كما نجد في هذا البلد الأفريقي الكراسي الخشبية المنحوتة من قطعة واحدة. ًويظـــل النحـت الفـــن الأكثر شهـــرة وتميـــزا إذ أصبحت منحوتات زيمبابوي من المنحوتات العالمية الشهيرة ويتم عمل معظم هذه المنحوتات من أشكال الطيور المنمقة ومن الشخصيات البشرية وغير ذلك باستخدام الصخور الرسوبية مثل الحجر الأملس، وكذلك الصخور النارية الأكثر صلابة.  والنحت في زيمبابوي فن خاص بقبائل الشونا وهو في جوهره عبارة عن مزيج بين الفولكلور الأفريقي مع التأثيرات الأوروبية، وهناك عدد من النحاتين الزيمبابويين المشهورين على المستوي العالمي، مثل: "نيكولاس ونسيبيرت"، "وأندرسون موكوميرانوا"، "تابفوم جوستا"، "هنري مونياردزي" و"ديفيد ماشوكو".  ويذكر أن للنحاتين الزيمبابويين تأثيرا دوليا على جيل جديد من الفنانين، خاصة النحاتين السود الأميركيين، وذلك من خلال التلمذة الحرفية المطولة مع النحاتين الرئيسيين في زيمبابوي، ومن الفنانين المعاصرين الذين تأثروا بالزيمبابويين النحاتان الأمريكيان “سكوت جونسون” من نيويورك و”ألبانز رسل” من  كاليفورنيا، وللفنانين في زيمبابوي ومنهم النحاتين مجتمعهم الخاص حيث يحتفظ كل نحات بأسرار مهنته و ينقلها إما لأبنائه أو لمساعديه المخلصين. والجدير بالذكر أن فن النحت لم يقتصر على الرجل بل امتد الى المرأة فهناك فنانات النحت الشهيرات مثل الفنانة «تشيبو زينب موساندي» من عائلة موساندي وهي أشهر العائلات وأعرقها في مجال النحت في زيمبابوي حيث تستلهم العائلة أعمالها الفنية مـــن معتقداتها الروحية الراسخة، ومن تراثها الشعبي وعاداتهــــا اليومية. أما النحاتة «كولين ماداموبي» فحكايتها مختلفة، فقد آلت تلك الفنانة التي تعمل بأحجار "السبرينج" والأوبال ألا تنحت بعد انفصالها عن زوجها سوى المرأة، في مختلف إيقاعات حياتها ومهامها اليومية في زيبمابوي، وتتلمذ على يدها قبل مفارقتها الحياة الكثير من النحاتات الشابات. وعلى مقربة كيلومترات قليلة من العاصمة الزيمبابوية هراري، يتوجه آلاف المهتمين بالنحت والقادمين من الغرب والشرق على السواء إلى حديقة من نوع خاص تسمى «شابونجو»، وفي هذه الحديقة المشهورة للأزهار الإفريقية النادرة و أشجار الأبنوس، تتفتح أيضا وتعلو بين الأزهار والأشجار نماذج زاهرة من المعروضات النحتية المأخوذة من أحجار "الملاكيت" الأخضر والرخام الأسود والجرانيت البني والرمادي، وتلمع أسماء فنانين فطريين ذوي مستوى عالمي مثل «تابجوما جوتسا» و»تاكاويرا» و»موكومبيرانوا». لقد أنشئت «حديقة شابونجو لفن النحت» عام 1985 لتكون معرضا ومرجعا ومدرسة لفن النحت ً في زيمبابوي، فهذا المركز الفني هو المسئول عن اختيار النماذج للمعارض العالمية، وعن دعم ورعاية الفنانين في أماكن إقامتهم كما يضطلع هذا المركز بدور المدرسة العملية لصقل الأجيال الجديدة الشابة من الفنانين، وتعتبر مجموعة مقتنياته النحتية من أغنى مجموعات النحت التاريخية في العالم أجمع.
وتعـــــــد «مدرسة زيمبابوي فــــــــي فــن النحت» والتي تمثلها حديقة شابونجو من أعرق مدارس النحت فى العالم ، وهذه المدرسة تمتد جذورها إلى القرن الثالث عشر الميلادى عندما فتح المهتمون أعينهم على تلك الموهبة الشائعة بين أبناء قبائل «الشونا» حتى أن هذه المدرسة الفنية  يطلق عليها «نحت الشونا «، وهي تتميز ًكثيرا بعناصر بيئية خاصة وتعبيرات أسطورية مستمدة من ثقافة القبائل الإفريقية التي كونت مملكة مزدهرة في زيمبابوي تعتبر من الحضارات الإنسانية المبكرة فيما عرف «بزيمبابوي العظيمة» والتي مازالت بعض آثارها المعمارية ماثلة في هذا البلد العظيم.


مجلة افريقيا قارتنا









تعليقات